غــــربــــــة

البس هدومك وانزل الشارع اتفرج على وشوش الناس حاسس ان فيه حد روحه شبهك ؟ لا ؟ هى دى الغربة 
ارجع بيتك بص على اهلك فرد فرد فيه حد شبهك ؟ لا ؟ هى دى الغربة 
قابل اقرب اصحابك اللى كانوا مرايتك زمان ودور فيه حد فيهم لسه شبهك ؟ لا ؟ هى دى الغربة 
بص على بلدك ظروفها واحوالها وضعك كويس فيها ؟ مرتاح فيها ؟ هتقدر تبعد عنها ؟ هتعرف تهاجر وتسيبها ؟ لا ؟ دى كمان غربة 
الأماكن ما عادتش تشبهك ولا أقرب ناسك ليك عادوا يشبهوك انت اللى اتغربت وانت فى مكانك انت اللى اتوحدت وسط ناسك !

الاستسلام قوة

3 سنين تقريبا مروا على الثورة , 3 سنين كافيين انهم تكون متأكد ان الثورة لوحدها ماكانتش كافية لتطهير البلد دى
3 سنين بكل احداثهم يخلوك توقن ان كل اللى ماتوا ماتوا ببلاش , مسكت فيهم فى كل القش اللى اتكعبلت فيه عشان ما تغرقش بس القش ما كانش كفاية للطوفان اللى كان فى وشنا , 3 سنين بتردد ان "اليأس خيانة" وان "الثورة مستمرة" وان "هنجيب حقهم او نموت زيهم" وانت ما عندكش شك 1% انك بتقول شعارات وكلام ومش هتعرف تعمله ! الحقيقة بتقول ان "الكترة غلابة" الكترة فى بلدك عايزة تعيش كده مستقرة فى اسفل قاع مش مهم المهم مستقرة والكترة عايزة كمان اللى يسوقها عشان ما اتعودوش يسوقوا واهو "اللى نعرفه احسن من اللى ما نعرفوش " ! مش الديمقراطية بتقولك ان رأى الاغلبية لازم تتقبله .. اتقبله , بعيدا عن الاتجاه العام اللى الاغلبية عايزاه هما كمان ما عندهمش ادنى استعداد انك تكون رأيك مختلف حتى لو هتحتفظ بيه لنفسك لازم قايمة الاتهامات والتصنيفات تنفجر فى وشك , هما دول نفس الاغلبية اللى كانوا ضد الثورة او على الحياد ساعتها لحد ما يشوفوا مين هيكسب ويهللوا معاه عشان خايفين على نفسهم وعيالهم ليتبهدلوا مش قادرين يستوعبوا انهم اصلا متبهدلين ولسه هيفضلوا متبهدلين بس مبدأ "عيشنى النهاردة وموتنى بكرة " سايد الموقف , مش مهم كل ده دى حقيقة لازم تتقبلها وتتعايش معاها هتقولى وانا لو مش عاجبنى ده اعمل ايه ! اقولك انا هج وسيبها روح لبلد تانية تتبهدل فيها وما بين بهدلة داخلية وبهدلة خارجية الاختيارات متاحة :) , اليأس مش خيانة الخيانة انك تعيش وسط ناس اغلبيتهم بتفكر كده وانت لسه عندك استعداد تضحى بنفسك عشان تعيشوا احسن هما اصلا مش عايزين الاحسن ! الخيانة انك تموت ببلاش , الخيانة انك تبرر مواقفهم الثابتة , الخيانة انك تفكر فى اى حد غير نفسك , الاستسلام للامر الواقع مش عيب ومش غلط مادام عملت كل المحاولات اللى ممكن تعملها , الاستسلام قوة لحين اشعار اخر 

صاحبك الجدع

صاحبك مش لازم تكلمه كل يوم عشان يكون اقرب حد ليك , صاحبك من أول "الو" بتقولها بيعرف انت زعلان ولا فرحان , صاحبك من قبل ما تقول انك محتاج حاجة هو بيعرضها عليك , صاحبك بيرد غيبتك لو بينكوا مشاكل الدنيا , صاحبك بتقر وتعترف وتحكيله كل حاجة اول ما تشوفه حتى لو مقرر انك مش هتتكلم فى الموضوع ده , صاحبك موجود فى الشدة قبل الفرح عشان الشدة ناسها قليلين , صاحبك عارف مداخل سعادتك ايه وبيدخل منها اول ما تحس انك نسيت تفرح ازاى , صاحبك بيقولك "انت كويس وقدها" فى اكتر وقت انت حاسس انك ولا حاجة , صاحبك عارف عيبك وقابلك بيه , صاحبك بيستحمل كلامك وقت الزعل ومع اول "معلش" بينسى , صاحبك اول ما تجيله فرحة بيفكر فيك تفرحها معاه  , صاحبك شايف فيك حاجات انت نفسك مش شايفها فيك , صاحبك بيدارى عليك كل الجنان اللى بتعمله , صاحبك مهما قالك فى وشك مش بيقول عليك غير كل خير فى ضهرك , صاحبك من قربكوا لبعض بيفتكروكوا اخوات , صاحبك بتعيط قدامه وانت مش مكسوف ومش حاسس انك حمل تقيل عليه او بتنكد عليه , صاحبك ممكن تتكلم معاه فى اى موضوع عشان مش هيفهمك غلط , صاحبك اللى كبرتوا مع بعض ومهما  شاف وعرف ناس بيقول عنك انك صاحب عمره , صاحبك اللى لما شيلت فى الكلية جابلك الحاجة اللى قالك هيجيبهالك لو نجحت وقالك هتعوضها , صاحبك لما تتقوقع على نفسك بيكون عندك فى البيت بيشرحلك انك شئت ام ابيت مش هتطول فى الحال ده , صاحبك لو موجودين وسط ناس كتير ممكن يعرف انت عايز تقول ايه من غير ما تتكلم , صاحبك لما بتميل من كل ناحية بتكون واثق انها مش هتميل من ناحيته , صاحبك وجوده فى حياتك نعمة تحمد ربنا عليها لانها ممكن تكون مش عند كل الناس

بنعرف ناس كتير فى كل مرحلة فى حياتنا بس ناس معينة بنتنقل بيهم من مرحلة لمرحلة  , الناس اللى بتفضل معاك لمراحل اطول ومش بتوقع رغم الظروف والتغييرات دول صحابك بجد , وحقيقى "يا بخت اللى صاحبه جدع " 

السياسة .. مفرقة الجماعات

قبل 2011 احاديث الناس كانت بتتمحور فى حاجات كتير كورة موسيقى سينما بس نادرا ما كانت السياسة محور حديث الناس، بعد يناير 2011 وبعد الثورة لا اراديا السياسة اصبحت اهم موضوع للنقاش لكل الناس خاصة اننا عايشين فى تصاعد سياسى من 2011 الى الآن وبحكم الظروف كل يوم فيه موضوع جديد يكون محور الاهتمام ، ولأننا مازلنا نكتشف أ ب احترام الرأى الآخر ولأننا مازلنا نكتشف ما يسمى حرية الرأى والتعبير ومازلنا ايضا نكتشف كيفية التعايش مع المختلفين فغالبا كل النقاشات الساسية تنتهى بخناقات مدوية، ولأن الاعتراف بالحق فضيلة انا اول من كان يرى رأيه الاصوب والاسلم وفى اشرس النقاشات اثبت عليه مهما كانت النتيجة , ولأننا مررنا بظروف استثنائية ومازلنا نعيشها الى الآن فاننى ألتمس كل الأعذار لكل المختلفين ، الكارثة ان الاختلاف فى الرأى احيانا يصل بك لقطع علاقات مبنية من سنين ، واعترف انى فى وقت من الاوقات كنت لا اهتم حين يقطع احد علاقته بى او حين اقرر قطع علاقتى بأحد لاختلافنا فى رأى سياسى! ، ولكن حين رأيت ان المشاكل بسبب الاختلاف فى الآراء السياسية يصل الى حد قطع الاهل بل الأسر علاقتهم ببعض وهم فى كامل اقتناعهم انهم يؤدون بذلك واجب وطنى بحت بدأت افكر بشكل مختلف نسبيا وتوصلت لبعض النتائج ، الوصول لرأى فى قضية معينة والثبات عليه شىء عظيم والمناقشات السياسية التى تبدأ من باب الرغبة فى فهم الرأى الآخر والتوصل الى نتائج وليست بهدف اثبات انك على صواب شىء عظيم ايضا ولكن اذا أدركت ان النقاش لن يؤدى بك الى نتيجة سوى المشاكل وقطع العلاقات والفهم الخاطىء فالاحتفاظ بالرأى هنا فى رأيى أنسب الحلول وأسلمها , وفى رأيى انه ليس موقف ضعيف ولكن لأننا مازلنا نتعلم كيفية المناقشة والحديث ولأن ليس كل الناس لديها الاستعداد لسماع أفكار مختلفة فلنحتفظ لعلاقاتنا حتى نتعلم، هذه مجرد نتيجة توصلت لها بعد عامين ونصف من النقاشات الحادة وقطع العلاقات وبعد ما رأيته من مهازل النقاشات التى تمزق رباط العلاقات الأسرية ، واذا كان منذ زمن "الاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية" أصبح الآن "الاختلاف فى الرأى يفسد للود كل القضايا" 

استفتى قلبك

فى بلدنا الحبيبة مصر اصبحت كمواطن فيها مضطر لاختيارات مصيرية كل فترة قصيرة , بداية من استفتاء مارس 2011 ولحد استفتاء الدستور 2013 انقسامات متتالية واختيارات متتابعة , مش الفكرة انت اختيارك صح او غلط الفكرة انك تختار فعلا وتختارش الحياد دايما , الاختيار دايما صعب وتحديد موقفك اصعب والصورة فى الغالب ضبابية ولا تساعد على الاختيار اطلاقا , الكلام دايما كتير والتكفير اكتر والتخوين اكتر واكتر , الاراء المحيطة غالبا متباينة لحد الجنون , انا بلتمس العذر لأى شخص محتار فى تحديد موقفه فى اى موقف مر علينا ولكن بيصعب عليا فهم فكرة الحياد فى "الدم" الحياد فى "الانسانية" , بيصعب عليا فهم فكرة ان فلان يستاهل يتسحل او يتقتل او او او , ولأن الكلام عن ما مر ليس مجاله  الان , فى العموم اسهل وسيلة للوصول لقرار وتحديد موقفك ان تستفتى قلبك وضميرك معا , افعل يا ابن آدم ما شئت فكما تدين تدان 

ما تتأقلمش

التأقلم افضل طريقة للتعايش لكن التغيير افضل طريقة للعيشة .. صحيح ان فيه حاجات كتير حلها الوحيد التأقلم زى اهلك مثلا لازم تتأقلم معاهم مهما كانت الاختلافات .. لكن لو هنتكلم على المستقبل وحياتك بعد كده التأقلم عمره ما هيكون حل .. ما تسمعش حد يقولك ادخل كلية كذا عشان مستقبلها كويس وانت اصلا مش بتحبها ما تقنعش نفسك انك هتتأقلم فيها عشان مش هتتأقلم .. ما تسمعيش حد يقنعك ان فلان مناسب جدا ليكى وان عمرك ما هتلاقى احسن من كده وما تصدقيش انك هتتأقلمى بعدين وانتى مش مقتنعة عشان مش هتتأقلمى .. ما تسمعش اللى يقولك ان الحياة ليها خط واحد كلنا لازم نمشى عليه عشان نكون طبيعيين وهو انك تتعلم وتخلص تعليم تشتغل وتتجوز لو مش مقتنع ان الخط ده يناسبك ما تمشيش عليه وتقول هتأقلم عشان مش هتتأقلم .. ما تشتغلش شغل ما بتحبوش عشان بيجيب فلوس وتقول الشغل اللى بحبه مش بيأكل عيش لو بتحبه هيأكلك عيش لو مش حاليا ف بعدين مهما حاولت تتأقلم فى شغل ما بتحبوش عمرك ما هتتقدم خطوة ومش هتتأقلم .. ما تسمحش لحد يرسملك شكل حياتك ويقنعك ان دى انسب حاجة وانك لازم تتأقلم انت ممكن تعرف تتأقلم بس اكيد عمرك ما هتكون مبسوط لان ببساطة مفيش حد هيعرف المناسب ليك ولا الحاجة اللى تسعدك غيرك .. اختار اللى يناسبك وغير اللى شايفه لازم يتغير.. اللى حواليك هما اللى يتأقلموا مع شكل حياتك مش العكس.. حقيقى ان التغيير مش سهل وان تغيير حياتك خصوصا فى حاجات مصيرية زى التعليم والشغل صعب جدا بس هو اسهل اكيد من انك تعيش طول عمرك تقنع نفسك انك لازم تتأقلم لا وكمان تقنع نفسك انك بكرة هتكون مبسوط حتى لو بكره ده مش هيجى ! .. الحلول الجذرية دايما افضل من الحلول السطحية حتى لو اصعب حتى لو هتخسر كتير وانت بتحلها .. الحلين موجودين عايز تتأقلم غير كل طموحك واحلامك عشان تمشى مع الواقع المفروض عليك .. عايز تغير حاول بكل الطرق تغير كل الظروف اللى حواليك عشان توصل للصورة اللى فى خيالك الصورة اللى انت رسمتها وما تتنازلش ابدا انك توصل للصورة دى حتى لو ما نجحتش من اول مرة المحاولة فى حد ذاتها تغيير .. ما تمشيش فى الطريق السهل عشان سهل امشى فى الصعب عشان اخره هتكون مبسوط 

عن تقبل الآخر

"تعرف فلان؟ اه .. عاشرته؟ لا .. يبقى ما تعرفوش "

عن حكمك على الناس من اول مقابلة .. عن حكمك على الناس من كلمة .. عن حكمك على الناس من مظهرهم .. عن حكمك على الناس من ديانتهم .. عن حكمك على الناس من ارائهم واتجاهاتهم .. عن حكمك على الناس فى المطلق

عن اعطاء نفسك الحق فى الحكم على الناس .. عن اصرارك على التعامل مع افراد تستنسخهم من "كتالوج" خيالك .. عن تقبلك لنفسك بكل عيوبها وكوارثها وعدم قدرتك حتى على تخيل وجود اشخاص مختلفة عنك فى الواقع .. عن تخيلك انك دائما على صواب مطلق غير قابل لنقاش او مغالطة وكل ما هو مختلف عنك هو على خطأ مبين !

عن مجتمع يصعب فيه تقبل الاخر فى الواقع ولكن فى الصورة المرسومة والمباعة مجتمع نسيجه متماسك .. 

ولأن بداية علاج اى مشكلة هو الاعتراف بها .. يجب ان يعترف كل منا ان بداخله جزء لا يستطيع فيه تقبل الاخر مهما اجتهد فى اخفاء ذلك .. ويجب ايضا الاعتراف انه لولا الاختلاف لما كان التكامل .. وانه ليس من شأنك ان تحكم على غيرك ولكن شأنك ان تقوم نفسك 

اللا شىء !

عن اللا شىء .. عن الدوائر المفرغة .. عن البحث عن شىء لا تعرف ماهيته ..عن التفكير فى العدم .. عن غدا المبهم .. عن من ذهبوا بلا رجعة ..عن من تغير بلا سبب .. عن الوحدة الغير مبررة ..عن التردد المستمر .. عن عدم الثقة فى قراراتك .. عن القرارات المتأخرة .. عن الاختيار الخاطىء للاشخاص .. عن الحنين .. عن الندم .. عن تأنيب الضمير على أتفه الاسباب .. عن عدم القدرة على التعبير .. عن العند .. عن الاحلام المردومة .. عن اللا هدف .. عن الاستسلام والكف عن المحاولة .. عن الغضب .. عن الصمت .. عن تقبل الآخر .. عن توسيع المدارك .. عن الحب .. عن الخوف .. عن الغربة .. عن خيبات الأمل المتكررة .. عن من سقطوا من نظرك بدون سابق انذار .. عن المسئولية .. عن الرضا .. عن الصبر .. عن كل شىء 

ان تنتمى وان ينتمى اليك

كلنا ننتمى لأشياء كثيرة ولكن ليس كل ما ننتمى اليه ينتمى الينا .. وشتان بين ان تنتمى لشىء وان ينتمى اليك شىء :)
كلنا ننتمى لبلد بعينها ولكن هل جميع الناس بلدهم تنتمى لهم ؟ وكلنا ننتمى لعائلة بعينها ولكن هل الجميع عائلتهم تنتمى لهم ؟
انت يفرض عليك ان تنتمى لأشياء واشخاص واماكن بعينها ولكن انت تختار ان تنتمى اليك هذه الاشياء او لا فليس بالضرورة ان تشعر بالانتماء لكل ما انتميت له بالفطرة !
ولكنى اريد ان اتحدث عن الاشياء التى تنتمى لى وهى كثيرة .. ومبدأيا يجب ان تعلم ان ما يتنمى او من ينتمى اليك لا تشعر فيه او معه بغربة :)
سأبدأ حديثى عن الأماكن .. ليس بالضرورة ان تكون الاماكن الى تنتمى اليك هى التى مازلت تذهب اليها حتى الآن هناك اماكن لم تذهبها من سنين وربما لن تذهب ابدا بعد ذلك ولكنها مازالت جزء منك قضيت فيها فترة من حياتك .. بالنسبة لى على سبيل المثال وليس الحصر هذه الاماكن جزء منى ومن ذاكرتى : بيت جدى - مدرستى - المعادى - اسكندريه - السويس - شقتنا القديمة - وسط البلد - الحسين - بيوت بعض اصدقائى :) .. ليس بالضرورة ان تكون الفترة التى جعلتك ترتبط بالأماكن كبيرة ربما تكون يوم او بضع ايام جعلت المكان جزء من ذاكرتك :)
بالنسبة للأشخاص .. نحن ننتمى لأشخاص كثيرة ولكن ليس كلهم ينتموا الينا ! .. ليس كلهم نشعر تجاههم بما يجب ان نشعره فعلا .. ولكن هناك بعض الاشخاص اجزم على انتمائهم لى حرفيا وحتى ان لم اكن انتمى اليهم فعليا :) .. اهلى انتمى اليهم وينتموا لى مهما زادات اختلافتنا :) اصدقائى الذين اخترنا ان لا نقع من حياة بعضنا حتى لو للظروف رأى لآخر :) بعض الأشخاص من اقاربى ينتموا لى فعلا .. هناك من اراه مرة او اتنين او ربما اراه كل فترة ورغم عدم قوة العلاقة فهو ينتمى لافكارى وهؤلاء كثيرون :)
بالنسبة للأشياء .. هنا اشياء تفعلها تشعر انها فعلا تنتمى اليك اشياء تجعلك لا تشعر بالغربة وهذه تختلف من شخص للآخر .. هناك اشياء تفعلها ربما يراها البعض تافهة ولكن انت تراها رائعة وتسعدك فعلا :) كلنا ننتمى لأشياء كثيرة .. هناك من ينتمى اليه الكتابة او الرسم او الغناء او الضحك او الخروج او التأليف او رياضة معينة مثلا او مشروب معين او طعام معين او سماع موسيقى بعينها او سماع كلمة بعينها او الرقص او المطر او او... هذه الاشياء تختلف من شخص للآخر ولكن بكل تأكيد ان كل الاشخاص لديهم الاشياء التى تنتمى اليهم :)
ولكن عن انتمائنا للبلد فكلنا ننتمى لها حرفيا كلنا مصريين فى البطاقة وشهادة الميلاد والاوراق الرسمية ولكن ليس كلنا مصريين فعليا ليس كلنا نريد ان نراها افضل حتى لو اننا لن نشعر بذلك فى حياتنا ولا كلنا يمكن ان يضحى من اجل ان تصبح دولة عظيمة وليس كلنا يرى ان هو شخصيا يكون احيانا سبب فى تخلف بلده فيحاول ان يصلح من نفسه ليس كلنا تنتمى الينا البلد فعليا !

ما ينتمى اليك فعلا هو ما تشعر بمسئولية تجاهه وليس ما تكون عالة عليه :)

رد الفعل غير المبرر !

عن تعمد اخراج اسوأ ما فيك .. عن الفعل المبرر ورد الفعل المعاقب عليه .. عن خلق المجرم وعقابه اتحدث 

هناك بعض الاشخاص يتعمدوا اخراجك من كل اساليب الاحترام والادب .. وهناك من يتعمد التعامل بأسلوب لابد ان يكون  رد فعله غير مرضى ولكنه لا يرى فعله هو ولكن يرى بوضوح رد فعلك الغير مبرر ! .. هناك فى تعاملك مع البشر لابد ان تقابل هذا الشخص الذى يفاجئك بصفات واساليب لم تكن تتوقع انها فيك 

ولنتوسع قليلا.. هناك بعض الدول تجبر افرادها على الاجرام ثم تعاقبهم وتوصمهم بأنهم مجرمين ! .. أهناك شخص يولد مجرم بالفطرة؟ لماذا ينظر لفعله الاجرامى ولا ينظر للأسباب التى جعلته مجرم .. هذا ليس فكر عاطفى فى وجهة نظرى انا هذا فكر منطقى ! .. لماذا احاسب شخص انا دفعته لفعلته هذه ! ليس هناك اشخاص مجرمة بالفطرة ولكن هناك دول مجرمة هى التى تستحق العقاب والتقويم
فى اى عدل يولد اطفال فى حياة غير آدميه فى منزل وبيئة غير ملائمة ولا يحصل على اى فرصة تجعله شخص صالح لا تعليم و علاج ولا ترفيه كأى طفل طبيعى ! ماذا تنتظر من شخص كهذا ؟ انا يصبح دكتور مثلا او عالم ذرة ؟ رد فعل طبيعى ان يصبح مجرم نتيجة فعل الدولة الاكثر اجراما فى اهماله .. بأى حق تعاقبه الدولة بعد حرمانه من ابسط حقوقه كفرد ينتمى لأرضها ؟ ماذا وفرت له من سبل الرفاهية وهو اختار ان يصبح مجرم فقررت ان تعاقبه ؟!
فى اى عدل ان توفر الفتات لاهلها ثم تعاقب من يرتشى ومن يسرق ! من يجد ما يكفيه ويسد حاجته لماذا سيعرض نفسه لخطر الاجرام ؟ من المجرم ؟ من لا يجد ما يكفى اقل احتياجاته فيضطر ان يسرق او يرتشى ؟ ام الدولة اللى تتعامل مع الافراد بميزانية سنة 30 ؟

فى اى عدل تسد كل منافذ النور عن البشر وتعاقب من يتعاطى مخدرات او يحاول الهروب بأى وسيلة غير صحيحة ؟ اقامت الدولة بأى دور لحل الازمات الجسيمة اللى تواجه شعبها من فقر وظلم وفساد وتعليم غير مجدى وعلاج غير آدمى ووسائل رفاهية معدومة ؟
من يقول ان هذا ليس دور الدولة فما هو دورها ؟ ان تزيد القمع وتكمم الافواه وتدفن رأسها فى الرمال !

ما اقوله ليس دفاعا عن الافعال السابقة ولكنه محاولة لحل المشاكل من جذورها .. ومحاولة للنظر للفعل وعقابه قبل العقاب على رد الفعل الطبيعى !
كفوا عن تصنيف البشر هذا مجرم وهذا فعل وهذا وهذا .. اتعلم لماذا فعل ذلك ؟
ان الافضل ان تواجه نفسك بمشاكلك على ان توهم نفسك بأنك تحلها .. سيظل معظمنا اشخاصا غير مؤهلين الى ان تقرر الدولة ان تقوم بدورها كدولة فعلا ثم تقوم بعد ذلك بعقاب من تريد "بالقانون" :)